التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
٥
سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ
٦
هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ
٧
-المنافقون

تفسير الجيلاني

{ وَ } من شدة بغضهم وضغينتهم مع المؤمنين المخلصين { إِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح: { تَعَالَوْاْ } هلمَّوا أيها المسرفون المفرطون مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم { يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } صلى الله عليه وسلم، ويطلب مغفرتكم من العفو الغفور { لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ } وعطفوا أعناقهم عن القبول معتذرين بأعذار كاذبة مخافةً وصوناً { وَرَأَيْتَهُمْ } حينئذٍ في وجوههم التي هي عنوان بواطنهم آثار الكفر والعناد؛ إذ هم { يَصُدُّونَ } ويعرضون معتذرين عن المؤمنين { وَهُم } في أنفسهم { مُّسْتَكْبِرُونَ } [المنافقين: 5] عن القبول والاعتذار.
وبالجملة: { سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ } يا أكمل الرسل { أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ } من الله المنتقم الغيور { أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } العليم الحكيم، المتقن في عموم الأفعال أبداً { إِنَّ ٱللَّهَ } المطلع على ما في استعدادات عباده { لاَ يَهْدِي } ويرشد إلى جادة توحيده { ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } [المنافقون: 6] منهم، الخارجين عن مقتضى الحدود الإسلامية.
وكيف يهديهم ويغفر له سبحانه، مع أنهم { هُمُ } المسرفون المفسدون { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } للأنصار؛ من نهاية عداوتهم وبغضهم مع الرسول والمؤمنين: { لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ } يعنون: فقراء المهاجرين { حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ } وينتشروا بعدما اضطروا من حوله { وَ } لم يعلموا هؤلاء الغفلة الضالون، والجهلة الهالكون في تيه الجهل والعناد أن { لِلَّهِ } وفي قبضة قدرته، وتحت ضبطه وملكيته { خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي: الكنوز المكنونة المطلوبة في ضمن العلويات، والمدفونة في السفليات { وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } المصرِّين على الكفر والعناد { لاَ يَفْقَهُونَ } [المنافقون: 7] كما قدرة الله، وسعة خزائن كرمه وجوده؟!