التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
٣٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ
٤٠
لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ
٤١
-الأعراف

تفسير الجيلاني

{ وَ } بعدما سمعت الأولى من الأخرى ما سمعت { قَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ } إنَّا وأنتم مساوون في الضلال { فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } تستحقون به تخفيف العذاب { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } [الأعراف: 39] كما نذوق بما نكسب.
ثم قال سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } الدالة على توحيدنا { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } ولم يؤمنوا لها عتواً وعناداً { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } أي: الفيوضات والفتوحات من سماء الأسماء والصفات حتى ينكشفوا بوحدة الذات { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } أي: مقر التوحيد { حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } أي: دخولهم في مقر التوحيد في الاستحالة كولوج الجمل في سم الخياط بل أشد استحالة، هذا مثل يُضرب في الممتنعات والمستحيلات { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 40] المخرجين عن ساحة عز التوحيد بجرائم أهوية هوايتهم الباطلة.
{ لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ } الإمكان { مِهَادٌ } فراش يحترقون عليه بنيران الأمنية الأهوية الفاسدة { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أغطية من سعير الجاه والمال ودعوى الفضل والكمال { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [الأعراف: 41] المتجاوزين عن حدود الله بمقتضيات نفوسهم المنغمسة في اللذات الحسية والوهمية والخيالية.