{ وَ } أرسلنا أيضاً { إِلَىٰ } قوم { عَادٍ } حين خرجوا عن ربقة الإيمان وعرى التقوى { أَخَاهُمْ هُوداً } أضافه إليهم بالأخوة؛ لكمال الشفقة ووفور الأعطاف { قَالَ } منادياً لهم مضيفاً لهم إلى نفسه؛ ليقبلوا قوله ويمتثلوا بما جاء به من ربه: { يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } المظهر الموجد لكم من كتم العدم ورباكم بأنواع اللطف والكرم، واعتقدوا يقيناً أنه { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } موجد مرب { غَيْرُهُ } فعليكم أن تعبدون إيماناً به وعملاً بما جاء عنده لأنبيائه حتى يتحققوا بمقر التوحيد، أتنكرون وحدة الحق وتعبدون غيره من الآلهة الباطلة { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } [الأعراف: 65] عن بشطه وأخذه؟!
فلما سمعوا منه ما سمعوا { قَالَ } الأشراف { ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } - إذ بعض الأشراف آمن به كمرثد بن سعد -: { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } عظيمة في دعوة الإرشاد والتكميل { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ } في ادعاء الرسالة والنبوة { مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [الأعراف: 66].
{ قَالَ يَٰقَوْمِ } لا ستفهوني؛ إذ { لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ } أُرسل إ ليكم لإهدائكم { مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ } [الأعراف: 67].
جئتكم { أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلٰتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } [الأعراف: 68] فعليكم أن تتعظوا بنصحي وتتصفوا بما نصحت لكم بإلهام الله ووحيه لتكونوا من زمرة المؤمنين الموقنين.