التفاسير

< >
عرض

وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٤
وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
٣٥
-الأنفال

تفسير الجيلاني

{ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ } أي: أيّ شيء يمنع تعذيب الله إياهم مع أنهم مستحقون للعذاب؟ وكيف لا يعذبون هؤلاء المستكبرون المعاندون { وَهُمْ } من شدة عتوهم وعنادهم { يَصُدُّونَ } ويصرفون المؤمنين { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } والطواف نحو البيت مدعين ولايته؟! { وَ } الحال أنهم { مَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } أي: ليس لهم صلاحية الولاية في بيت الله؛ لخباثة كفرهم وفسقهم، وعدم لياقتهم { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ } الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، ويتطهرون عن المعاصي والآثام مطلقاً { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [الأنفال: 34] عدم ولايتهم ولياقتهم لها، ومع ذلك يدعونها مكابرةً واستكباراً وإن كان بعضهم يعلم ولكن يعاند.
{ وَ } بعدما لم يصلحوا لولاية البيت { مَا كَانَ صَلاَتُهُمْ } ودعاؤهم { عِندَ ٱلْبَيْتِ } المعدّ للتوجه والتقرب نحو الحق على وجه الخضوع والانكسار، والتذلل والافتقار { إِلاَّ مُكَآءً } صفيراً وصداء { وَتَصْدِيَةً } تصفيقاً وتبختراً، مع أنهم يدعون ولايته ورعاية حرمته، وما ذكل إلا من أمارات الاستهانة والاستخفاف المسلتزم للكفر { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } أيها المنهمكون في الضلال { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } [الأنفال: 35] في النشاة الأولى والأخرى.