التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٣٠
ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٣١
-التوبة

تفسير الجيلاني

{ وَ } بالجملة: خذوا الجزية منهم على وجه تضطروهم وتلجئوهم إلى الإيمان وكيف لا يقتل هؤلاء الكفرة المشركون؟! { قَالَتِ ٱلْيَهُودُ } منهم: { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } المنزه عن التزوج والازدواج، والأبوة والبنوة؛ إذ هي من لوازم البشر { وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى } أيضاً { ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } تعالى عمَّا يقول الظالمون علواً كبيراً { ذٰلِكَ } القول المهمل { قَوْلُهُم } دائماً جارياً { بِأَفْوَاهِهِمْ } وأن فرض مخالفة اعتقادهم قولهم فلا أقل: إنهم { يُضَاهِئُونَ } ويشابهون قولهم هذا { قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وأشركوا { مِن قَبْلُ } بأمثال هذه المهملات، حيث قالوا: الملائكة بنات الله؛ لذلك { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } وأهلكهم بأمثال هذه المقالات المهملة { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [التوبة: 30] أي: كيف يصرفون أيها الناكبون عن الطريق الحق الصريح إلى الباطل الزائغ الزائل؟!.
وبالجملة: { ٱتَّخَذُوۤاْ } من فرط جهلهم وخبث طينتهم { أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً } مستقلين في الوجود، ومتأصلين فيه { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } المنزه عن الشريك مطلقاً، المستقل في الوجود، المتفرد فيه بلا وجود لغيره أصلاً، يعبدونهم كعبادة الله { وَ } خصوصاً { ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَ } الحال أنهم { مَآ أُمِرُوۤاْ } في كتبهم التي يدعون بمقتضاها { إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً } أحداً صمداً، فرداً وتراً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً؛ إذ { لاَّ إِلَـٰهَ } ولا موجود { إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [التوبة: 31] له من مصنوعاته وأضلاله.