التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ
٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ
٦
-البينة

تفسير الجيلاني

{ وَ } الحال أنهم { مَآ أُمِرُوۤاْ } في كتبهم { إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الواحد الأحد الصمد الحقيق بالحقيَّة والألوهية { مُخْلِصِينَ } مخصصين { لَهُ ٱلدِّينَ } والانقياد بلا اشتراك وإلحاد { حُنَفَآءَ } مائلين عن مطلق الأديان الباطلة { وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } المكتوبة لهم في أوقاتها الموعودة المحفوظة { وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ } المصفية لأموالهم على وجهها { وَذَلِكَ } الذي أُمروا به في كتبهم هو { دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } [البينة: 5] والملة المستقيمة التي ظهر عليه محمد صلى الله عليه وسلم، بلا تغيير وانحراف فيه واختلاف، وهم بالجملة: ما كفروا وأنكروا نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم إلاَّ عناداً ومكابرةً، بلا مستند صحيح لا عقلي ولا نقلي.
وبالجملة: { إِنَّ } الكافرين المعاندين { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم { مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَ } من { ٱلْمُشْرِكِينَ } داخلون { فِي نَارِ جَهَنَّمَ } الطرد والحرمان { خَالِدِينَ فِيهَآ } لا يتحولون عنها أصلاً، إلاَّ إلى عذاب فوق العذاب، وأشد منه، وبالجملة: { أَوْلَـٰئِكَ } الأشقياء، المردودون، المطرودون عن ساحة عز القبول { هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } [البينة: 6] الخليقة، وأردؤهم، كأنهم مقصورون على الشرارة والرداءة مجسمون منها.