التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ
٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
٧
أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٩
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
-يونس

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } [يونس: 6] ليل صفات البشرية ونهار صفات الروحانية، { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [يونس: 6] سماوات الروحانية وأرض البشرية من الأوصاف الأخلاق، وتبدل بعضها ببعض واستيلاء بعضها على بعض، { لآيَاتٍ } [يونس: 6] دالة على المعرفة بالتوحيد، { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } [يونس: 6] يحذرون عن الأخلاق الذميمة وتبدلها بالأخلاق الحميدة على قانون معالجة الشريعة والطريقة بالأمر لا بالطبع، { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } [يونس: 7] أي: لا يعتقدون السير إلينا والوصول بنا لدناءة همتهم وخسة نفسهم وقعود نظرهم ما طلبونا { وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا } [يونس: 7] التمتعات الدنيوية والنفسانية الحيوانية.
{ وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } [يونس: 7] ركنوا إلى مالها وجاهها وشهواتها، { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ } [يونس: 7] وإن لم يركنوا إلى الدنيا وتمتعاتها وكانوا أصحاب الرياضات والمجاهدات من أهل الأديان والملل والبراهمة والفلاسفة والإباحية، ولكن كانوا معرضين عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا من أهل الأهواء والبدع.
{ أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } [يونس: 8] نار البعد والطرد والحسرة، { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [يونس: 8] بأعمالهم الردية وأخلاقهم الدنية، { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [يونس: 9] أي: اعتقدوا طلبنا والوصول إلينا، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [يونس: 9] أي: العمل الذي يصلح أن يسلكوا به سبيلنا، { يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } [يونس: 9] أي: بصدق اعتقادهم في الطلب، ووفور إخلاصهم في السير يهديهم ربهم إلى حضرة ربوبيته على طريق جنات القلب، { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ } [يونس: 9] أنهار الحكمة ومياه المعرفة.
{ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [يونس: 9] نعيم ملاطفات الحق ومشاهداته، { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ } [يونس: 10] أي: دعاؤهم تنزيه تلك الحضرة عن دنس إدراكات العقول إياها ولوث وصول أهل الطبيعة إليها لما عاينوها وشاهدوها.
{ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } [يونس: 10] أي: تحيتهم في الله سلامة بقائهم ببقائه، { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [يونس: 10] يُشير إلى نيل مقاصدهم وكمال مراتبهم وإتمام النعمة عليهم، فالحمد والشكر والثناء على النعم يكون وُرْدَ وقتهم، ولسان حالهم.