التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
١
فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً
٢
فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً
٣
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً
٤
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً
٥
-العاديات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

اعلم يا طالب الهمة العالية أن الله تعالى أقسم بالهمم العالية في كتابه القدير، حيث قال: { وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً } [العاديات: 1]؛ أي: وحق الهمم العالية التي تعدو في سبيل إلى حد يخرج من جوف اشتياقها صوت الدعاء من شدة العدو أو غاية الاشتياق، بحيث تسمع الملائكة السماوية صيح تضرعها في دعائها والتماسها من مالكها؛ ليسهل عليها سلوك الطريق الوعر الذي يتعلق بجبال القالب.
{ فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً } [العاديات: 2]؛ أي: الموريات من حجر الجبال بنور شوقي نار الهداية المستكنة في حجر القالب وقت لتخمير اللطيفة؛ وهي حوافز تلك الهمم وحوافز الذكر، { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً } [العاديات: 3]؛ يعني: إذا وصلت الهمة بعد سلوكها في جبال القالب الراسية في ظلام الليل القالبي، وعبورها عنها على أفق عالم النفس، وتنفس صبح النفس أغار أصحاب الهمم العالية على الخواطر النفسية واستوائها.
{ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً } [العاديات: 4]؛ يعني: هيجن غبار خواطر النفس محملة الذكر في الكرة الأولى؛ لئلا يختفي خاطر من خواطرها.
{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } [العاديات: 5]؛ يعني: وسط الهمم العالية وجنود القوى القلبية، وحزب الخواطر الذكرية التي هي حزب الرحمن في وسط عالم النفس، مجتمعين منصورين ذاكرين، [رمح] الذكر فوق سطح النفس، ناجين أعلام الهداية في سوق الهوى، ضاربين طبل النصرة على أبواب حضرة الإمارة، آسرين قوى النفس الأمارة صاحبها بمخالفة المولى، الصافة مواجهة صف القوى القلبية باستظهار جند الهوى.