التفاسير

< >
عرض

وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ
١٠
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
١١
-العاديات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } [العاديات: 10]؛ أي حصل له في عالم الأنفس قوة التميز، وميز بين معارف خواطر الشر وخواطر الخير، وحصل له قوة النفي والإثبات بعد قوة التميز؛ لينفي خواطر الشر ويثبت خواطر الخير في عالم القلب.
{ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } [العاديات: 11]؛ يعني: إن الله لخبير من يحفظون من الخواطر الردية والحميدة، وهذه إشارة ليتفطن السالك؛ لأن ترك الالتفات إلى المعارف التي حصلت له في عالم النفس بعد خروجه عن قبر القالب ودخوله في روضة القلب واجب، ونفي الخواطر بأسرها خيرها وشرها لازم ليجعل الوجه ساذجاً عن النقوش الشهادية؛ ليكون صالحاً لحول المعاني الغيبية المعارف القلبية فيها، واليوم أيضاً لخبير بجميع أحوالنا ولكنه قيد بـ { يَوْمَئِذٍ } [العاديات: 11]؛ لأن ذلك اليوم بسبب رفع الحجاب وكشف الغطاء نصير عالمين بخبرته، فاجتهد أيها السالك حتى تعرف خبيرته اليوم لتتمتع بهذه المعرفة، وأن ينزع عنك الآلات والأدوات وتعرف خبيرته بعد كشف الغطاء، ولا يزد لك من معرفتك إلا حسرتك الأثرة.
فارفع همتك أيها السالك لتعرف الحجاب اليوم الذي أنت مختار، وتعرف [خبرة] مالك المماليك لتصير همتك مخلدة للقسم، والله تعالى يحب معالي الأمور ويبغض سفاسفها.
اللهم ارزقنا بهمة عالية ونفس راضية مرضية، وصل على محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه خير البرية.