التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ
١
فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ
٢
وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

أيتها اللطيفة القلبية المصدقة بيوم الجزاء، { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } [الماعون: 1] من قوى نفسك الأمارة بالسوء، { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } [الماعون: 2]؛ أي: يدافع خاطر اليتيم، الذي هو من قبيل القلب بأنه في عالم النفس يتيم غريب، { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [الماعون: 3]؛ يعني: لا يطعم الخاطر المسكين بشهوة النفس من قبيل السكينة بطعام الذكر.
{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } [الماعون: 4-5]؛ يعني: ويل للقوى النفسية المقلدة المؤمنة خوفاً من المجاهدة التي [عليها] صاحبها السالك؛ لئلا يقتلها بالمجاهدة ولئلا يأسرها ويغير عليها مالها وأهلها، واستعدادها وهواها يصلوك بالصورة رعيا عن المجاهدة؛ وهم عن حقيقتها ساهون لا يصلون إلا لدفع الضرر عنهم ويجز النفع عن صاحبهم إليهم.
{ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ * وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [الماعون: 6-7]؛ يعني: القوى النفسية يراءون القوى القلبية وجميع الطاعات، { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [الماعون: 7]، الصدق وملح الإخلاص عن القوى المطيعة المرائية، وبعبارة أخرى يمنعون الزكاة؛ يعني: لا يزكون أنفسهم عن الأخلاق الرذيلة مثل: الرياء والسمعة.
فيا أيها السالك اجتهد في صيدان الدنيا تنتصر على نفسك والهوى، ولا تأمن مكرها، ولا تعطِ حظهما إلا بالحق؛ لأنهما إذا شربهما الحظوظي عصا حفظهم؛ ولذلك جبلهما ابتلاء للعباد الذين هم مظاهر لطفه وقهره، وخلط في أرضه،
{ لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } [الكهف: 7].
اللهم اجعلنا مخلصين في طاعتك، مؤدين حق عبادتك بمحمد وآله وصبحه وسلم.