التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ
٣٨
فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٩
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ
٤٠
وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ
٤١
كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ
٤٣
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
٤٤
سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
-القمر

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } [القمر: 38]؛ يعني: عند طلوع صبح النفس واللوامة في بكرة الملهمة، استقر العذاب بالقوى المشككة والمتلونة { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } [القمر: 39]؛ يعني: عذاب الحاصب الحاصل من أعمالكم الخبيثة ونياتكم المتلونة، مما أنذركم به اللطيفة المتطهرة المرسلة.
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } [القمر: 40]؛ يعني: سهلنا على الألسنة قراءة القرآن الذي فيه هذه الآيات المذكرة لهم من العذاب الواقع بالأعمال الخبيثة على القوى المتلونة العامل للخبائث: { فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } [القمر: 40]؛ يعني: هل أحد يتعظ بهذه المواعظ بقلبه مما يتلوه بلسانه؛ والمراد من إنزال القرآن وتيسير قراءته على اللسان وكشفه بالبيان؛ تذكرة آياته والاتعاظ بمواعظه، والتفكر في عجائبه بالجنان، لا قراءته بصوت حسن؛ طلباً للدراهم والدنيا من الأعوان ووعظ العوام والارتفاق بالنسوان، وهذا القارئ يكون داعياً من دعاة الشيطان، والاحتراز من قراءته ووعظه واجب على أهل الإسلام والإيمان.
{ وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ * كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا } [القمر: 41-42]؛ يعني: كذب القوى الفرعونية من القوى القالبية اللطائف السرية والعقلية المنزلة بالآيات الأنفسية والآفاقية لهم، فما أظهرت اللطيفة السرية الموسوية بالآيات الأنفسية والعقلية الهارونية الآفاقية، ما زادهم المنذرين إلا طغياناً، واللطيفة السرية أنفسية، واللطيفة العقلية آفاقية، كما شرحناها في حمل الصنايع المعاينة، { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } [القمر: 42]؛ يعني: أخذناهم بالعذاب أخذ من يكون غالباً على أمره قادراً على شوق ما في علمه على حسب إرادته.
{ أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ } [القمر: 43]؛ يعني: أيتها القوى الملائكية الوجودية الغير المستخلصة، قواكم الكافرة خير واجب إلى الله من قوى الأمم التي كفرت باللطائف المرسلة السالفة؛ لئلا يعذبكم بما عذبهم بكفرهم، { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } [القمر: 43]؛ يعني: لكم براءة في كتاب الله تعالى بأنكم تسلمون ولا تعذبون بكفركم، { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } [القمر: 44]؛ يعني: يظنون أن بجمعية قواكم تغلبون على حكم الحق والوارد القاهر، { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [القمر: 45] سوف يهزم جمعكم بالوارد الذكري القهري، ويفرون مدبرين وعليهم الدمار والرماد؛ لإدبارهم عن الواقع وإقبالهم على الهوى.