التفاسير

< >
عرض

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ
١٧
بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ
١٨
لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ
١٩
وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ
٢٠
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
٢١
وَحُورٌ عِينٌ
٢٢
كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ
٢٣
جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٤
لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً
٢٥
إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً
٢٦
وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ
٢٧
فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ
٢٨
وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ
٢٩
-الواقعة

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } [الواقعة: 17]؛ يعني: يطوف عليهم صور أعمالهم القلبية وأخلاقهم الروحية الحميدة، { بِأَكْوَابٍ } [الواقعة: 18]؛ أي: باستعدادات علوية، { وَأَبَارِيقَ } [الواقعة: 18]؛ أي: باستعدادات سفلية، { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 18]؛ أي: باستعداد معتدل من امتزاج الاستعدادات العلوية والسفلية المطهرة مملوءاً من خمر المعاينة، { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } [الواقعة: 19]؛ يعني: لا يؤلم دماغهم الروحاني عن شربها، { وَلاَ يُنزِفُونَ } [الواقعة: 19]؛ أي: لا يغني شرابهم، ولا ينفذ ذوقهم، وهم لا يسأمون من شربها، وكلما يشربون كأساً تزيد رغبتهم في شرب كأس أخرى، بذوق يحصل لهم من الشرب الأول إلى ما لا يتناهى، وهم خالدون في هذه الأذواق الحاصلة من الذوق الروحي، { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } [الواقعة: 20]؛ يعني: لهم الفواكه المطرفة مما يختارون، ولهم { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } [الواقعة: 21]؛ يعني: لهم قوة طرية حاصلة من الذِّكر الروحي يطيرون بها إلى حيث يشتهونه، { وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } [الواقعة: 22-23] يعني: لهم حور عين من القوى القابلة القالبية والنفسية المزكاة المطهرة تفنيهم على أفعالهم كما يريدون، وهذه القوى المزكاة كانت أمثال اللؤلؤ المخزون في أصداف القالب والنفس في بحر الدنيا، لا يصل إلى تلك القوى غبار الهوى { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [الواقعة: 24] في دار الكسب من محافظة القوى الحقوقية المستكنة في أصداف القالب والنفس عن غبار الحظوظ الباطلة العاجلة.
{ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } [الواقعة: 25]؛ يعني: في جنتهم النباتية والمعدنية، المزكاة عن غطاء الكذب وشوك الشرك، لا يسمعون من صور أعمالهم الصالحة { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [الواقعة: 26]؛ يعني: سلامة عن اللغو وسلامة عن التأثيم في دار النعيم، { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 27]؛ يعني: أحسن أحوالهم { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } [الواقعة: 28]؛ يعني: ثمرة تعلقه منقاة من الشوك من الثمار، معرفة الصفات الفعلية الحاصلة من بذر الذكر القالبي والنفس في طلح { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } [الواقعة: 29]؛ يعني: من أصلها إلى فرعها ثمرة لطيفة من غير أن يكون لها قشر يجب طرحه، وهذه ثمرة حاصلة من بذر الذِّكر القلبي.