التفاسير

< >
عرض

وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ
٣٠
وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ
٣١
وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ
٣٢
لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ
٣٣
وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
٣٤
إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً
٣٥
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
٣٦
عُرُباً أَتْرَاباً
٣٧
لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ
٣٨
ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ
٣٩
وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ
٤٠
وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ
٤١
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
٤٢
وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ
٤٣
لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ
٤٤
-الواقعة

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [الواقعة: 30] أي: في راحة ممدودة غير متناهية حاصلة من ظل الذِّكر السري، { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } [الواقعة: 31]؛ أي: مصبوب على أرض جنتهم وتراب طبيعتهم الكافورية من ماء الذِّكر الدائم الروحي، { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [الواقعة: 32-33]؛ يعني: معارف متناهية وغير ممتنعة عنهم يأكلونها متى شاءوا، حاصلة من بذور أذكار القوى العلوية والسفلية، { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } [الواقعة: 34]؛ يعني: بسط مبسوطة على بساط البسط في العالم الخفي، مرفوعة فرش استعدادتهم المزكاة السفلية بالقوة الخفية من أثر الذكر الخفي.
{ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } [الواقعة: 35]؛ يعني: جددنا لهم كل ساعة صور أذكارهم القالبية والنفسية، { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً } [الواقعة: 36-37] لا يمسها أحد قبلهم { عُرُباً } [الواقعة: 37]؛ يعني: يعرب تلك الصورة المحببة إلى القوة الفاعلية العلوية، لهم المعاني بأحسن كلام، وأبين نظام، وأفصح بيان، وأوضع برهان بلا ترجمان، { أَتْرَاباً } [الواقعة: 37]؛ يعني: مستويات في القدر والرفعة { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 38]: يعني: هذا الذي ذكرناه مدخر { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } [الواقعة: 38] في دار الإقامة بما عملوا من الصالحات في دار الكسب، وأصحاب اليمين أيضاً يقولون قليلون، كما يقولون: { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ * وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } [الواقعة: 39-41]؛ يعني: ما أقبح حال أصحاب الشمال { فِي سَمُومٍ } [الواقعة: 42]؛ وهي ريح حارة هوائية ممزوجة بنيران الشيطانية، { وَحَمِيمٍ } [الواقعة: 42]؛ وهو ماء عنصريتهم الحار مما أسخن بنيران الشهوية، { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } [الواقعة: 43]؛ وهو نار عنصريتهم المدنسة بتراب الطبيعة، كثيرة الدخان من الحظوظ الباطلة الطبيعية، وأشار به إلى الظل؛ لأن نارهم دست في تراب طبيعتهم وارتفعت عن وجه أرض البشرية، وصعدت إلى دماغ روحانيتهم، وصارت مثل الظلمة، { لاَّ بَارِدٍ } [الواقعة: 44] ظلال الظلمة المتصاعدة من أبخرة الهوى يمنع صاحبه عن الحرارة المفرطة الشيطانية والشهوانية، { وَلاَ كَرِيمٍ } [الواقعة: 44] حر نارها بحيث يدفع ما يجد من برودة الجهل والظلم الترابي.