التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٢
قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٢٣
قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢٦
-الملك

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } [الملك: 22]؛ يعني: مكباً على الضلالة والجهالة مثل البهائم، { أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الملك: 22]؛ يعني: يمشي بالعلم والمعرفة والإيمان مثل القامة المعتدلة الإنسانية على الصراط المستقيم، ويظهر بعد كشف الغطاء أن يكون قامة الكفار معوجة ناكسة رؤوسهم، والمؤمنون متوجهة إلى الحق، { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ } [الملك: 23] من النيران والعناصر السفلية، { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } [الملك: 23] من القوى العلوية اشكروه من القوى القالبية والنفسية الملوثة كما يقول في موضع آخر: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } [سبأ: 13]، اللهم اجعلني من الجميل والجليل يا جميل يا جليل.
{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [الملك: 24]؛ أي: هو الذي أنشأكم وذرأكم الحيبب في أرض البشرية، { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [الملك: 24] إلى حضرته وتحشرون من القالب { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } [الملك: 25]؛ أي: القوى المكذبة، { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ } [الملك: 25] يجيء { هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الملك: 25]، فبينوا لنا متى موعده { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الملك: 26]؛ يعني: علم الحشر والنشر، والقيامة والموت عند الله إذا أراد يكشف الغطاء حتى نشاهدهما بعين العيان في كل لمحة في الدنيا، وإن أراد أن يرخرها إلى أجل معلوم، وإنما أنا بأمره أنذركم، وأبين لكم بحكم الوارد.