التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ
١٨
فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
١٩
ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
٢٠
ثُمَّ نَظَرَ
٢١
ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ
٢٢
ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ
٢٣
فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ
٢٤
إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ
٢٥
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ
٢٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ
٢٧
لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ
٢٨
لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ
٢٩
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
٣٠
-المدثر

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } [المدثر: 18]؛ يعني: القوى الكافرة إذا فكرت في حقيقة الوارد ما تنطق به اللطيفة المنذرة، وقدر في نفسه أن يؤمن بما نطقت اللطيفة، ثم فكرت في ترك اختيارها وتسليمها اللطيفة، وترك مشتهياتها قدرت تقدير أسوء وأنكرت الآية البينة، { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [المدثر: 19]؛ أي: طرح عن حضرة الحق، { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [المدثر: 20] على طريق التعجب؛ يعني: بعدما علم وذاق حلاوة الوارد كيف قدر نفسه إنكاره، { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } [المدثر: 20] ثم لعن وطرح كيف قدر في نفسه إنكار الآيات البينات بعد مشاهدتها.
{ ثُمَّ نَظَرَ } [المدثر: 21]؛ أي: نظرة القوة الكافرة على ترك هواها، { ثُمَّ عَبَسَ } [المدثر: 22]؛ أي: عبس وجهها على ما فكرت في ترك هواها وتسليمها للطيفة، { وَبَسَرَ } [المدثر: 22]؛ أي: كره كراهة شديدة في قبول ما تنطق به اللطيفة، { ثُمَّ أَدْبَرَ } [المدثر: 23]؛ أي: تولى عن قبول الحق، { وَٱسْتَكْبَرَ } [المدثر: 23]؛ أي: أبى أمر الحق استكباراً بنفسه بأنه كيف يكون تبعاً لغيره، { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } [المدثر: 24]؛ أي: ليس هذا الوارد الذي يرد على اللطيفة المنذرة إلا سحر يروى عن شجرة قواها، { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } [المدثر: 25] يقول من تلقاء نفسه، وألقاه قواها الساحرة له.
{ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [المدثر: 26]؛ يعني: القوة الكافرة لسوف أصليها في سقر قالبها، وهو اسم من أسماء جهنم التي تتعلق بالقالب، { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } [المدثر: 27]؛ يعني: سقر قالب جهنم محماة بنيران البغض والكبر وحب الشهوات، { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } [المدثر: 28]؛ أي: لا تبقي أهلها أحياء ولا تذرهم أمواتاً، { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } [المدثر: 29] مغيرة لوجه البشرية حتى يصير مكدراً صبوراً، وتلوح له هذه الحالة ويشاهد وجهه عياناً، { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 30] من القوى العنصرية إذا ضربت أربعة في أربعة يحصل ستة عشر، وخاصية المعدنية والنباتية والحيوانية على هذه الستة تسعة عشر من قواها، وخواصها في صورها هائلة موكلة ليشعلوا نيرانها ويعذبوا فيها أبد الآباد.