التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً
٢٨
إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٢٩
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
٣٠
يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
٣١
-الإنسان

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } [الإنسان: 27]؛ يعني: القوى الآثمة والكافرة يحبون الشهوات الدنيوية القريبة إليهم { وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } [الإنسان: 27]؛ يعني: يوم الجزاء والحساب ليثقل عليهم لتركهم العمل لأجله { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ } [الإنسان: 28]؛ يعني: خلقنا القوى وقوينا أصولها كفروا بنعمتنا { وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } [الإنسان: 28]؛ يعني: إذا شئنا أهلكنا القوى الآثمة والكافرة بالتحليل وبدلنا قوى أمثالهم أحسن وأقوى منهم { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } [الإنسان: 29]؛ يعني: إن هذه السورة موعظة وذكرى لمن يريد سلوك سبيل الهدى { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } [الإنسان: 29]؛ أي: وسيلة بهذه الموعظة إلى طاعة الحق وترك طاعة الآثم والكفور ثم يذكر بعد التأديب بالترهيب والترغيب أمر التوحيد لئلا يغفل السالك عن حقيقة سر الوحدة ويقول { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [الإنسان: 30] أي: ليس المشيئة إلا مشيئة الله ومشيئتكم مربوطة بمشيئة { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } [الإنسان: 30] بأحوال مظاهر لطفه وقهره { حَكِيماً } [الإنسان: 30] فيما أودع في كل مظهر من الاستعداد والقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد عمله بالاستعدادات { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } [الإنسان: 31] ممن كان مظهر اللطف { وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [الإنسان: 31]؛ لأنهم كانوا مظاهر لطيفة قهره يفعل ما شاء ويحكم ما يريد { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [الأنبياء: 23] بحكمه وحكمته وإرادته وقدرته.
اللهم اجعلنا مظاهر لطفك بحق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً وهذه سورة مختصة بسيد الأولياء أمر المؤمنين علي رضي الله عنه فينبغي للسالكين سبيله أن يقتدوا بسنته ويفهموا ما في سورته ليكونوا من شيعته.