التفاسير

< >
عرض

وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً
١
فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً
٢
وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً
٣
فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً
٤
فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً
٥
عُذْراً أَوْ نُذْراً
٦
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ
٧
فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ
١٦
ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ
١٧
كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
١٨
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٩
-المرسلات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

يا طالب الوصل لما غلفت عن يوم الفصل واشتغلت بالفرع عن الأصل حين قرأت كلام الرب على سبيل العزل وما فهمت من الكلام إلا الحروف والمدِّ والشد ومعنى اللغات العربية التي كان كان أبو جهل اعلم منك ومن استاذك لأن فهم القرآن يتعلق بالقلب وأنت بلا قلب؛ لدسته في تراب الطبيعة فاسمع نصيحتي ومر إلى الكتاب وقل لأستاذك ليكتب لك ألف الأصل ويعلمك سرها وحقيقتها ويطلعك على ما أودع في صدقها من الدرر المستورة لتستر بها وتدخل في بروج الحروف وتشاهد نجوم النقطات المسعودة والمنحوسة ثم تعرج إلى كرسي الأبجاد ثم تستوي على عرش الكلمات ثم تشاهد كيفية استواء الرحمن على العرش ثم تنزل إلى العرش المبسوط في عالم الشرع وتفهم ما يقسم الرب به فقوله { وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } [المرسلات: 1] وتطلب في وجودك القوة المرسلة إلى القوى القالبية العارفة المتتابعة لتفهم أنه يقسم باللطيفة الجمالية المودعة في قلبك ثم يقسم باللطيفة الجلالية المستودعة في قالبك بقوله { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } [المرسلات: 2] ثم يقسم باللطيفة المنسبطة الحيوانية في قوله تعالى: { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } [المرسلات: 3] ثم يقسم باللطيفة المتميزة الفارقة بين الحق والباطل في قوله { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } [المرسلات: 4] ثم يقسم باللطيفة الذاكرة الملقية إليك ما كنت تنساه باشتغالك بتربية القالب بقوله { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } [المرسلات: 5] { عُذْراً أَوْ نُذْراً } [المرسلات: 6]؛ يعني: أعذاراً للقوى النفسية وإنذاراً للقوى القالبية { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ } [المرسلات: 7] جواب القسم يعني: يوم القيامة وما وعدت وأوعدت اللطيفة الخفية الذاكرة المنذرة { لَوَٰقِعٌ } أي: كائن لا محالة وله علامات فإذا ظهرت العلامات تيقن بتوعده { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } [المرسلات: 8]؛ يعني: إذا محيت أنوار الحواس الظاهر والباطن لغلبه نور الحق { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ } [المرسلات: 9]؛ يعني: إذا سماء الصدر صارت ذات فرجة ينزل عليك القوى العلوية على صور هائلة أو حسنة على قدر حسن أعمالك وقبحها { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ } [المرسلات: 10]؛ يعني: جبال قوة معدنية قالبك قلعت من أماكنها ونسفتها الرياح العاصفة نسفاً { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ } [المرسلات: 11]؛ يعني: جمعت اللطائف المرسلة في ذلك الوقت المعلوم وقوعه يشهدون على أمم القوى بما عملوا { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } [المرسلات: 12]؛ أي: لأي يوم أخرت هذه الأعمال { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } [المرسلات: 13] أخرت ليفصل بين الحق والباطل ويجزي كل أحد على وفق أعماله من الخير والشر { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } [المرسلات: 14] { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [المرسلات: 15] كذبوا بيوم الفصل وقرءوا كلام الله هزواً على سبيل الهزل { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } [المرسلات: 16] أما سمعوا بالأولين الذين كذبوا بيوم الفصل وآثروا بحياة العاجلة الدنيوية وبنوا القصور الرفيعة والبساتين النزهة كيف أهلكناهم { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } [المرسلات: 17] الذين اتبعوهم وأتباع الهوى ومخالفة المولى بالهلاك { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } [المرسلات: 18] أي نفعل بالقوى المجرمة المكذبة بيوم الفصل كما فعلنا بهم { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }[المرسلات: 19].