التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً
١
وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً
٢
وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً
٣
فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً
٤
فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً
٥
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ
٦
تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ
٧
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ
٨
أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ
٩
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ
١٠
أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً
١١
قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
١٢
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ
١٣
فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ
١٤
-النازعات

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

أيها الغرق النزاع إلى حال الفرعون كثير النزاع مع اللطيفة المبلغة بحق اللطيفة الجلالية التي أودعناها إلى بعض ملائكتنا الروحانية حتى ينزعون أرواح الكفرة من أبدانهم حتى تغرق نفسهم في بحر صدورهم، وبحق اللطيفة الجمالية التي أدرجناها في بعض ملائكتنا القلبية ينشطون بنفس المؤمن، ويرفقون بهم رفقاً حتى ينشط روحه من عقال البدن كالإبل حين ينشط من عقاله يسرح في رياض الجنة على مراده، وبحق الله للطيفة الربانية المودعة في بعض ملائكتنا السرية حين يقبضون أرواح المؤمنين سهلاً، ويسألونها سبلاً كالسابح بالمشي في الماء، مسرعين كالفرس الجواد، وكالسفن على وجه الماء عند هبوب الرياح اللطيفة المسرعة بها إلى منزلها، وبحق القدسية المسكنة في بعض ملائكتنا المرباة في القوة الخفية اللاتي يسبقون بأرواح المؤمنين سبقاً إلى الفردوس، وبحق اللطيفة المدبرة التي أودعناها في بعض ملائكتنا العنصرية المدبرة الأمر الإلهية هن ظلال لجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل؛ ليبعثن من قبور القوالب يوم ترجف الراجفة، كما يقول في كتابه ويقسم بهذه الودائع بقوله تعالى: { وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } [النازعات: 1-5] جواب القسم محذوف تقديره لتبعثن من القبور.
{ يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } [الراجفة: 6] فهي يوم القيامة إذا رجفت جبال القالب، وزلزلت أرض البشرية { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } [النازعات: 7] وهي القيامة المخصوصة بالنفس تميت القوى عند الراجفة، ويحيها بالرادفة { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } [النازعات: 8]؛ يعني: في الرادفة مضطربة مسرعة قلقة رجلة، { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } [النازعات: 9]؛ أي: ذليلة كثيرة العبرة، { يَقُولُونَ } [النازعات: 10]؛ أي: المنكرون بهذا اليوم من القوى القالبية والنفسية الفرعونية الصفات، { أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } [النازعات: 10]؛ يعني: وقت الرادفة يظنون أنهم يردون إلى الدنيا.
{ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } [النازعات: 11]؛ يعني: الذي بليت عظامها وصارت كالمناخرة المجوفة التي تمر فيها الرياح ويصوت أنحن مردودون إلى الدنيا؟! { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } [النازعات: 12]؛ يعني: رجوعنا بعد هذه الأهوال التي شاهدناها يكون رجعة غايته؛ لخسران وجودنا وضعف قوانا، { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } [النازعات: 13]؛ يعني: زجرة الرادفة زجرة واحدة يحشر جميع القوى أرض الساهرة كما يقول: { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } [النازعات: 14] وهي أرض ساهر أهلها يطلعون على عملهم خارج ما في صدورهم.