التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ
٢١
ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ
٢٢
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ
٢٣
فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ
٢٤
أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً
٢٥
ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً
٢٦
فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً
٢٧
وَعِنَباً وَقَضْباً
٢٨
وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً
٢٩
وَحَدَآئِقَ غُلْباً
٣٠
وَفَاكِهَةً وَأَبّاً
٣١
مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ
٣٢
-عبس

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } [عبس: 21] أماتها من المعارف الروحانية لتشتغل باكتساب الآلات الجسمانية التي يكون لها أدوات الحصول المعارف الإلهية على وجه التفصيل فأقبرها في قبر القالب { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } [عبس: 22]؛ يعني: إذا شاء الله أحياها بالنور الإرادي المنصب في صدره ليذكر المعارف كما قال الله تعالى: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } [الأنعام: 122] ليجتهد في طلب المعارف ويتذكر محلها ومكانتها في الملكوت بعد نزولها إلى عالم الناسوت.
{ كَلاَّ } [عبس: 23]؛ أي: حقاً { لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } [عبس: 23]؛ أي: لم يؤد حق الحق الذي فرض عليها أداؤه إن لم يطلب الحق في الحظ والحظ للحق { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } [عبس: 24]؛ أي: فلينظر اللطيفة الغيبية والشهادية المستجمعة في الإنسان الذي هو أنس علوي وأنس سفلي إلى الطعام المركب من الحظوظ العلوية المغلوبة والحقوق السفلية المستكنة في الحظوظ وكيفية اجتماع الأضرار فيه رحمة منا وحكمة منا ليعبر بالرزق الذل جعلنا بسبب حصولها { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } [عبس: 25]؛ يعني: صببنا ماء المعرفة من سحاب الإرادة { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } عبس: 26]؛ يعني: شققنا أرض القالب شقاً ليمطر من الصدر على أرض القالب لينبت أشجار المعرفة { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } [عبس: 27] بموجب المحبة { وَعِنَباً } [عبس: 28]؛ يعني: ثمرة المعرفة الذاتية المسكرة صاحبها { وَقَضْباً } [عبس: 28]؛ يعني: معرفة يصل ذوقها إلى جميع القوى القلبية { وَزَيْتُوناً } [عبس: 29]؛ يعني: معرفة مختصة بالقوى الروحية { وَنَخْلاً } [عبس: 29]؛ أي: معرفة مخصتة بالقوى الخفية { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } [عبس: 30]؛ أي: معارف سرية { وَفَاكِهَةً } [عبس: 31]؛ أي: معرفة مخصوصة بالقوى النفسية { وَأَبّاً } [عبس: 31]؛ أي: معرفة مشتملة على جميع القوى القالبية { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [عبس: 32]؛ أي: منفعة للطائفكم ولقواها.