التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ
٣٣
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
٣٤
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ
٣٥
وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ
٣٦
لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
٣٧
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ
٣٨
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ
٣٩
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
٤٠
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
٤١
أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ
٤٢
-عبس

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } [عبس: 33]؛ يعني: قيامة النفس فكاد صيحتها يُضم الآذان { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } [عبس: 34]؛ يعني: تفر النفس من القلب { وَأُمِّهِ } [عبس: 35]؛ يعني: من القالب { وَأَبِيهِ } [عبس: 35]؛ أي: من الأرواح { وَصَٰحِبَتِهِ } [عبس: 36]؛ أي: من هوية { وَبَنِيهِ } [عبس: 36]؛ أي: من الخواطر المتولدة عنه { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 37]؛ يعني: لكل لطيفة من هذه اللطائف شأن خاص متعلق بها ليشغلها عن غيرها في هذا اليوم ترى وجوهاً مشرقة بنور الرب منعمة بنعمة الهداية ضاحكة أسنانها بما يشاهدون من حسن الجزاء فرحة بإنجاز الوعد لهم، وترى وجوههاً مظلمة مكدرة عليها سيماء النحوسة والشقاوة تلمع تغشاها كل ساعة كائنة وذلة وغيرة أرضية قالبية وقترة سماوية صدرية كما يقول كتابه الكريم { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } [عبس: 38-42]؛ يعني: هم الذين كفروا بنعمة الاستعداد الذي أعطاهم الله وإقبال اللطيفة عليهم وما آمنوا بالله وما قبلوا دعوة اللطيفة وفجروا في عالم الأنفس باختلال القوى النفسية والقالبية واستردافها على وفق هواهم فيا أيها السالك اعتبر بهذه السورة واجتهد في الطب ويا أيها المسلك احذر من هذا العتاب وأد حق الطلاب وتذكر ما قال الله تعالى لنبيه داود - عليه السلام - إذا رأيت لي طالب فكن له خادماً لتكون من المعتبرين بالقرآن المنتفعين من نعم معارفه.
اللهم انفعنا بغفرانك الكريم نفعاً عظيماً وصل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان والسالكين صراط مستقيم.