التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ
١١
أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ
١٢
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٣
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ
١٤
كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ
١٥
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ
١٦
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
١٧
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ
١٨
كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب
١٩
-العلق

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } [العلق: 11]؛ يعني: اللطيفة التي كانت على الهدى بتوجهها إلى اللطيفة الخفية، { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } [العلق: 12] إن أمرت قواها بأن يتَّقوا الهوى ويتركوا الاشتغال بالباطل فما تنفع التقوى بعد نزع الآلات والأدوات عنها اطلاعها على أمر اللطيفة وضياع الآلة؛ لإبقاء الحسرة في نفسها وشدة آلام الحسرة على فواتها.
{ أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } [العلق: 13]؛ أي: قوة جهل الى جهله كذبت بالحق وتولت عن الإيمان، { أَلَمْ يَعْلَم } [العلق: 14]؛ أي: القوى الجاهلية { بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } [العلق: 14] ما في ضميرها، { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } [العلق: 15] عن تكذيب اللطيفة الخفية فيما وعدت وأوعدت، ويشتغل بالحظ العاجل ويستعمل الحق في الباطل { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } [العلق: 15]، إذا لنأخذن بناصية إدبارها واستكبارها ونجرّها إلى النار الموقدة في صدرها من نيران الحقد والحسد.
{ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ } [العلق: 16] قوة مكذبة اللطيفة الخفية { خَاطِئَةٍ } [العلق: 16] طريق رشدها بمخالفة أمر اللطيفة الخفية، { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } [العلق: 17] إلى قواها القالبية والنفسية، التي هي عشيرتها ولينتصر بها عن هذه النيران المشتعلة في وجودها المقتحمة فيها، { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } [العلق: 18]؛ وهي حقائق القوى القهرية التي أودعت في النفس الأمارة؛ لتحزن القوى الجاهلة الظالمة الخاطئة الكاذبة المكذبة بنواصيها وتلقيها في دركات قالبها.
{ كَلاَّ } [العلق: 19]؛ يعني: ليس الأمر كما زعمت القوى الجاهلة، فيا أيها اللطيفة { لاَ تُطِعْهُ } [العلق: 19]؛ أي: لا تطع القوى الجاهلة، وصلِّ لربك متوجهاً كعبة قلبك، { وَٱسْجُدْ } [العلق: 19] على تراب قالبك، { وَٱقْتَرِب } [العلق: 19] باللطيفة الربوبية المستكنة في تراب قالبك؛ ليعطيك ربك الرفعة والعزة والكرامة بإيصالك اللطيفة الخفية التي هي محمد وجودك للجذب إليها جميع اللطائف في مقام العروج، وترجع إلى ربك
{ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } [الفجر: 28] إن شاء الله تعالى.
اللهم اجعلنا راضين مرضيين بحق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصبحه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.