التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ
٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ
٦
-البينة

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } [البينة: 5]؛ يعني: ما أمرهم الوارد إلا بإن يعبدوا الله مخلصين في مقام التوجه، { حُنَفَآءَ } [البينة: 5] عند إقامة المرآة في محازاة الوجه، بأن يقيموا الصلاة في مقام العبادة؛ لأن هذه الصلاة مجموعة العبادات فيها القيام والقعود، والركوع والسجود، والتسبيح والتهليل، والتكبير والتحميد، والقراءة والدعاء، والخشوع والتذلل والافتقار، وبأن يؤتوا الزكاة في مقام الطهارة؛ وهي تزكية النفس عن أوساخ الأوصاف الذميمة، وتصقيل القلب عن كدورات الأخلاق الرذيلة، وتطهير السر عن غبار عالم الحدث، وتلك الملة الخفية القيمة.
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ } [البينة: 6]؛ يعني: القوى القالبية والنفسية، والمؤمنة باللطيفة المستخلصة عن الكدورات المرسلة إليها من حيث التقليد عادة لا عبادة، والكافرة اللطيفة الخفية { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } [البينة: 6]؛ لأنهم أشعلوا نيران الحقد والحسد والكبر في جهنم قالبهم بإنكار الوارد الذي يرد على اللطيفة الخفية، وكفرهم بنعمة إرسال اللطيفة الخفية إليهم، وشركهم في عبادة ربهم بأمر أهوائهم.