التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ ٱلْكِتَابِ وَٱلْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٢٣١
-البقرة

مجمع البيان في تفسير القرآن

اللغة: الأجل آخر المدة وعاقبة الأمور والمراد بالمعروف ها هنا الحق الذي يدعو إليه العقل أو الشرع للمعرفة بصحته خلاف المنكر الذي يزجر عنه العقل أو السمع لاستحالة المعرفة بصحته فما يجوز المعرفة بصحته معروف وما لا يجوز المعرفة بصحته منكر.
الإعراب: فبلغن أجلـهن الجملة في موضع جر بالعطف على الجملة قبلـها وهي طلقتم النساء مجرورة الموضع بإضافة إذا إليها وضراراً نصب على الحال من الواو في تمسكوهن تقديره ولا تمسكوهن مضارين واللام في لتعتدوا يتعلق بتمسكوا وضراراً وهزوا مفعول ثان لتتخذوا وما أنزل موصول وصلة في محل النصب بالعطف على نعمة. من الكتاب في محل النصب على الحال والعامل فيه اذكروا وذو الحال ما أنزل ومِنْ يكون بمعنى التبيين يعظكم جملة في موضع الحال والعامل فيه أنزل.
المعنى: ثم بيّن سبحانه ما يفعل بعد الطلاق فقال { وإذا طلقتم النساء } وهذا خطاب للأزواج { فبلغن أجلـهن } البلوغ ها هنا بلوغ مقاربة أي قاربن انقضاء العدة بما يتعارفه الناس بينهم بما تقبلـه النفوس ولا تنكره العقول والمراد بالمعروف ها هنا أن يمسكها على الوجه الذي أباحه الله لـه من القيام بما يجب لـها من النفقة وحسن العشرة وغير ذلك { أو سرحوهن بمعروف } أي اتركوهن حتى تنقضي عدتهن فيكنّ أملك بأنفسهن { ولا تمسكوهن ضراراً } أي لا تراجعوهن لا لرغبة فيهن بل لطلب الإضرار بهن أما في تطويل العدة أو بتضييق النفقة في العدة { لتعتدوا } أي لتظلموهن { ومن يفعل ذلك } أي الإمساك للمضارة { فقد ظلم نفسه } فقد أضرّ بنفسه وعرضها لعذاب الله { ولا تتخذوا آيات الله هزواً } أي لا تستخفّوا بأوامره وفروضه ونواهيه وقيل آيات الله قولـه { فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } { واذكروا نعمة الله عليكم } فيما أباحه لكم من الأزواج والأموال وما بيّن لكم من الحلال والحرام { وما أنزل عليكم من الكتاب } يعني العلوم التي دلّ عليها والشرائع التي بيّنها { يعظكم به } لتتعظوا فتؤجروا بفعل ما أمركم الله به وترك ما نهاكم عنه { واتقوا الله } أي معاصيه التي تؤدّي إلى عقابه وقيل اتقوا عذاب الله باتقاء معاصيه { واعلموا أن الله بكل شيء عليم } من أفعالكم وغيرها.