التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢٥٢
-البقرة

مجمع البيان في تفسير القرآن

اللغة: التلاوة ذكر الكلمة بعد الكلمة من غير فاصلة لأن التالي للشيء يليه من غير فصل بغيره وأصل التلو إيقاع الشيء بعد الشيء الذي يليه والحق هو وقوع الشيء موقعه الذي هو لـه من غير تغيير عنه لما لا يجوز فيه والرسالة تحميل جملة من الكلام لـها فائدة إلى المقصود بالدلالة.
الإعراب: نتلوها جملة في موضع الحال والعامل فيه معنى الإشارة في تلك وذو الحال آيات الله أي متلوةً عليك والباء في بالحق يتعلق بنتلوا أيضاً.
المعنى: { تلك } إشارة إلى ما تقدم ذكره من إماتة ألوف من الناس دفعة واحدة وإحيائهم دفعة واحدة بدعاء نبيهم ومن تمليك طالوت وهو من أهل الخمول الذي لا ينقاد لمثلـه الناس لما جعل الله لـه من الآية علماً على تمليكه ونصرة أصحاب طالوت مع قلة عددهم وضعفهم على جالوت وأصحابه مع قوتهم وشوكتهم: { آيات الله } أي دلالات الله على قدرته: { نتلوها عليك } نقرؤها عليك يا محمد: { بالحق } بالصدق وقيل يقرأها جبريل عليك: { بالحق } بأمرنا: { وإنك لمن المرسلين } معناه وإنك لمن المرسلين بدلالة إخبارك بهذه الآيات مع أنك لم تشاهدها ولم تخالط أهلـها ولا تعلم ذلك مع عدم المشاهدة ومخالطة أهلـها إلا بوحي من جهة الله والله لا يوحي إلا إلى أنبيائه.