التفاسير

< >
عرض

أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٨٦
-البقرة

مجمع البيان في تفسير القرآن

اللغة: الخفّة نقيض الثقل والتخفيف والتسهيل والتهوين نظائر واختلف في الخفة والثقل فقيل إنه يرجع إلى تناقص الجواهر وتزايدها وقيل إنّ الاعتماد اللازم سفلاً يسمى ثقلاً والاعتماد اللازم المختص بجهة العلو يسمى خفة.
المعنى: أشار إلى الذين أخبر عنهم بأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فقال { أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا } أي ابتاعوا رياسة الدنيا { بالآخرة } أي رضوا بها عوضاً من نعيم الآخرة التي أعدَّها الله تعالى للمؤمنين. جعل سبحانه تركهم حظوظهم من نعيم الآخرة بكفرهم بالله ثمناً لما ابتاعوه به من خسيس الدنيا ثم أخبر أنّهم لاحظ لهم في نعيم الآخرة بقولـه: { فلا يخفف عنهم العذاب } أي لا ينقص من عذابهم ولا يهوّن عنهم { ولا هم ينصرون } أي لا ينصرهم أحد في الآخرة فيدفع عنهم بنصرته عذاب الله تعالى.