الإعراب: خبر أن الأولى جملة الكلام مع أن الثانية وزعم الفراء أن قولك إن زيداً إنه لقائم وروي أن هذه الآية إنما صلحت في الذي. قال الزجاج: لا فرق بين الذي وغيره في باب أن أن قلت أن زيداً أنه قائم كان جيداً قال جرير:
إنَّ الْخَلِيفَـــةَ إنَّ اللهَ سَــرْبَلَــهُ سِرْبَالَ مُلْكٍ بِهِ تُرْجَى الْخَواتِيمُ
المعنى: ثم بيَّن سبحانه أنه نزل الآيات حجة على الخلق فقال { وكذلك } أي ومثل ما تقدَّم من آيات القرآن { أنزلناه } يعني القران { آيات بينات } أي حججاً واضحات على التوحيد والعدل والشرائع { وأن الله يهدي من يريد } أي أنزلنا الله يهدي إلى الدين من يريد. وقيل: إلى النبوة. وقيل: إلى الثواب. وقيل: يهدي من يهتدي بهداه.
{ إن الذين آمنوا } بمحمد صلى الله عليه وسلم { والذين هادوا } وهم اليهود { والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا } ظاهر المعنى { إن الله يفصل بينهم يوم القيامة } أي يبيّن المحق من المبطل بما يضطر إلى العلم بصحة الصحيح فيبيض وجه المحقّ ويسودُّ وجه المبطل والفصل التمييز بين الحق والباطل { إن الله على كل شيء شهيد } أي عليم مطّلع على ما من شأنه أن يشاهد بعلمه قبل أن يكون لأنه علام الغيوب.
ثم خاطب النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به جميع المكلفين فقال { ألم تر } أي ألم تعلم { أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض } من العقلاء { والشمس } أي ويسجد الشمس { والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب } وصف سبحانه هذه الأشياء بالسجود وهو الخضوع والذل والانقياد لخالقها فيما يريد منها { وكثير من الناس } يعني المؤمنين الذين يسجدون لله تعالى وانقطع ذكر الساجدين.
ثم ابتدأ فقال { وكثير حق عليه العذاب } أي ممن أبى السجود ولا يوحّده سبحانه. قال الفراء: قوله وكثير حق عليه العذاب يدل على أن المعنى وكثير أبى السجود لأنه لا يحق عليه العذاب إلا بتركه السجود { ومن يهن الله فما له من مكرم } معناه من يهنه الله بأن يشقيه ويدخله جهنم فما له من مكرم بالسعادة أي بإدخاله الجنة لأنه لا يملك العقوبة والمثوبة سواه { إن الله يفعل ما يشاء } من الإِنعام والانتقام بالفريقين من المؤمنين والكافرين.