القراءة: قرأ أهل العراق غير أبي بكر ما يدعون هنا وفي لقمان بالياء والباقون بالتاء.
الحجة: من قرأ تدعون بالتاء فعلى الخطاب للمشركين وحجته قوله { يا أيها الناس } ضرب مثل ومن قرأ بالياء فعلى الحكاية وحجته قوله { { يكادون يسطون } [الحج: 72].
الإعراب: فتصبح الأرض إنما رفع لأنه لم يجعله جواباً للاستفهام والمراد به الخبر ومثله قول الشاعر:
أَلَــمْ تَسْأَلِ الرَّبْــعَ القَدِيمَ فَيَنْطِقُ وَهَلْ يُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْدَاءُ سَمْلَقُ
المعنى: ثم قال سبحانه { ذلك } أي ذلك النصر { بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أي يدخل ما انتقص من ساعات الليل في النهار وما انتقص من ساعات النهار في الليل { وأن الله سميع } لدعاء المؤمنين { بصير } بهم { ذلك } أي ذلك الذي فعل من نصر المؤمنين { بأن الله هو الحق } أي ذو الحق في قوله وفعله. وقيل: معناه أنه الواحد في صفات التعظيم التي من اعتقده عليها فهو محق { وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } لأنه ليس عند نفع ولا ضر { وأن الله هو العلي } عن الأشياء { الكبير } الذي كل شيء سواه يصغر مقداره عن معناه.
{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء } أي مطراً { فتصبح الأرض مخضرة } بالنبات { إن الله لطيف } بأرزاق عباده من حيث لا يحتسبون { خبير } بما في قلوبهم. وقيل: اللطيف المحيط بتدبر دقائق الأمور الذي لا يتعذر عليه شيء يتعذر على غيره.
{ له ما في السماوات وما في الأرض } أي له التصرف في جميع ذلك { وإن الله لهو الغني الحميد } الغني الحي الذي ليس بمحتاج الحميد المحمود بصفاته وأفعاله.
{ ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض } من الحيوان والجماد { والفلك تجري في البحر بأمره } أي وسخَّر لكم الفلك في حال جريها و { يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه } أي يمنع السماء من وقعها على الأرض إلا بإرادته والمعنى إلا إذا أذن الله في ذلك بأن يريد إبطالها وإعدامها { إن الله بالناس لرؤوف رحيم } برأفته ورحمته بهم فعل هذا التسخير وأمسك السماء من الوقوع.