التفاسير

< >
عرض

إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذٰلِكَ قَدِيراً
١٣٣
مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً
١٣٤
-النساء

مجمع البيان في تفسير القرآن

المعنى: لمّا ذكر سبحانه غناه عن الخلق بأن له ملك السماوات والأرض عَقَّب ذلك بذكر كمال قدرته على خلقه وإن له الإهلاك والإنجاء والإستبدال بعد الإفناء فقال { إن يشأ يذهبكم } يعني إن يشأ الله يهلككم { أيها الناس } ويُفنِكم. وقيل: فيه محذوف أي إن يشأ أن يذهبكم يذهبكم أيها الناس { ويأت بآخرين } أي بقوم آخرين غيركم ينصرون نبيّه ويوازرونه. "ويروى: أنه لما نزلت هذه الآية ضرب النبي يده على ظهر سلمان وقال: هم قوم" هذا يعني عجم الفرس { وكان الله على ذلك قديراً } أي: لم يزل سبحانه ولا يزال قادراً على الإبدال والإفناء والإعادة.
ثم ذكر سبحانه عظم ملكه وقدرته بأن جزاء الدارين عنده فقال { من كان يريد ثواب الدنيا } أي: الغنيمة والمنافع الدنيوية أخبر سبحانه عمن أظهر الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل النفاق يريد عرض الحياة الدنيا بإظهار ما أظهره من الإيمان بلسانه { فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } أي يملك سبحانه الدنيا والآخرة فيطلب المجاهد الثوابين عند الله عند أبي علي الجبائي. وقيل: إنه وعيد للمنافقين وثوابهم في الدنيا ما يأخذونه من الفيء والغنيمة إذا شهدوا الحرب مع المسلمين وأمنهم على نفوسهم وأموالهم وذراريهم وثوابهم في الآخرة النار { وكان الله سميعاً بصيراً } أي لم يزل على صفة يجب لأجلها أن يسمع المسموعات ويبصر المبصرات عند الوجود وهذه الصفة هي كونه حياً لا آفة به. وقيل: إنما ذكر هذا ليبين أنه يسمع ما يقول المنافقون إذا خلوا إلى شياطينهم ويعلم ما يسرونه من نفاقهم.