التفاسير

< >
عرض

لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ
٤٤
إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ
٤٥
-التوبة

مجمع البيان في تفسير القرآن

المعنى: ثم بيَّن سبحانه حال المؤمنين والمنافقين في الاستئذان فقال { لا يستأذنك } أي لا يطلب منك الإذن في القعود عن الجهاد معك بالمعاذير الفاسدة. وقيل: معناه لا يستأذنك في الخروج لأنه مستغن عنه بدعائك إلى ذلك بل يتأهَّب له عن أبي مسلم { الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم } والمعنى في أن يجاهدوا فحذف في فافضى الفعل { والله عليم بالمتقين }. قال ابن عباس: هذا تعيير للمنافقين حين استأذنوه في القعود عن الجهاد وعذر للمؤمنين في قوله { { لم يذهبوا حتى يستأذنوه } [النور: 62] والمعنى أنه لم يخرجهم من صفة المتقين إلا لأنه علم أنهم ليسوا منهم.
{ إنما يستأذنك } في التأخر عن الجهاد والتخلف عن القتال معك. وقيل: في الخروج لأن المنافق إنما يستأذنك في الخروج تملقاً ولا يتأهب كما يتأهب المؤمنون عن أبي مسلم { الذين لا يؤمنون بالله } أي لا يصدّقون به { واليوم الآخر } يعني بالبعث والنشور { وارتابت قلوبهم } أي اضطربت وشكَّت { فهم في ريبهم يتردَّدون } فهم في شكّهم يذهبون ويرجعون والتردد هو التصرف بالذهاب والرجوع مرّات متقاربة مثل التحير وأراد به المنافقين أي يتوقعون الإذن لشكّهم في دين الله وفيما وعد المجاهدين ولو أنهم كانوا مخلصين لوثقوا بالنصر وبثواب الله فبادروا إلى الجهاد ولم يستأذنوك فيه.