التفاسير

< >
عرض

فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
٩٢
-يونس

تفسير القرآن

{ فاليوم ننجيك ببدنك } قال إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد هو وافى البحر (إلا هوى بجسمه) إلى النار وأما فرعون فنبذه الله وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه ليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه وأنهم كانوا اتخذوه رباً فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة يقول الله: { وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون }.
وقال علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: ما أتى جبرائيل رسول الله صلى الله عليه وآله إلا كئيباً حزيناً ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما أمره الله بنزول هذه الآية:
{ { الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } [يونس: 91] نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ما أتيتني يا جبرائيل إلا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة، قال يا محمد لما أغرق الله فرعون قال: آمنت أنه لا إله إلا الله الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، فأخذت حماة فوضعتها في فيه ثم قلت له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، وعملت ذلك من غير أمر الله خفت أن تلحقه الرحمة من الله ويعذبني على ما فعلت فلما كان الآن وأمرني الله ان أؤدى إليك ما قلته أنا لفرعون آمنت وعلمت أن ذلك كان لله رضى وقوله: { فاليوم ننجيك ببدنك } فإن موسى عليه السلام أخبر بني إسرائيل أن الله قد أغرق فرعون فلم يصدقوه فأمر الله البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتاً.