التفاسير

< >
عرض

أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ
٩
وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ
١٠
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ
١١
-العاديات

تفسير القرآن

قوله: { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير } [9-11] قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما وفعالهما فهذه قصة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات.
ثم قال علي بن إبراهيم في قوله:
{ والعاديات ضبحاً } [العاديات: 1] أي: عدواً عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها { فالموريات قدحاً } [العاديات: 2] كانت بلادهم فيها حجارة فإذا وطأتها سنابك الخيل كان تنقدح منها النار { فالمغيرات صبحاً } [العاديات: 3] أي: صبحتهم بالغارة { فأثرن به نقعاً } [العاديات: 4] قال: ثورة الغبرة من ركض الخيل { فوسطن به جمعاً } [العاديات: 5] قال: توسط المشركين بجمعهم { إن الإِنسان لربه لكنود } [العاديات: 6] أي: كفور وهما اللذان أمرا وأشارا على أمير المؤمنين عليه السلام أن يدع الطريق بما حسداه وكان على عليه السلام أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذا فيه فعلما أنه يظفر بالقوم فقال عمرو بن العاص لفلان إن علياً غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع لا يؤمن فيه السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام: إلزما رحالكما وكفا عما لا يعنيكما واسمعا وأطيعا فإني أعلم بما أصنع فسكنا وقوله: { وإنه على ذلك لشهيد } [العاديات: 7] أي: على العداوة { وإنه لحب الخير لشديد } [العاديات: 8] يعني: حب الحياة حيث خافا السباع على أنفسهما فقال الله تعالى: { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور } أي: يجمع ويظهر { إن ربهم بهم يومئذ لخبير }.