التفاسير

< >
عرض

يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ
٢٧
-إبراهيم

تفسير القرآن

قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى: { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين } فإنه حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن عمر بن عثمان عن المفضل بن صالح عن جابر عن إبراهيم بن العلي عن سويد بن علقمة (غفلة ط) عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثل له أهله وما له وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول والله إني كنت عليك لحريصاً شحيحاً فما عندك؟ فيقول خذ مني كفنك ثم يلتفت إلى ولده فيقول والله إني كنت لكم لمحباً وإني كنت عليكم لمحامياً فماذا عندكم؟ فيقولون نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها، ثم يلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهداً وإنك كنت علي لثقيلاً فماذا عندك؟ فيقول أنا قربتك في قبرك ويوم حشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك فإن كان لله ولياً أتاه أطيب الناس ريحاً وأحسنهم منظراً وأزينهم رياشاً فيقول أبشر بروح من الله وريحان وجنة نعيم وقد قدمت خير مقدم فيقول من أنت؟ فيقول أنا عملك الصالح أرتحل من الدنيا إلى الجنة وأنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا ادخل قبره أتاه ملكان وهما فتانا القبر يجران أشعارهما وينحتان الأرض بأنيابهما وأصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له من ربك ومن نبيك وما دينك؟ فيقول: الله ربي ومحمد نبيي والإِسلام ديني فيقولان ثبتك الله بما تحب وترضى وهو قول الله: { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } فيفسحان له في قبره مد بصره ويفتحان له باباً إلى الجنة ويقولان له نم قرير العين نوم الشاب الناعم وهو قوله: " { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلاً } " [الفرقان: 24] وإذا كان لربه عدواً فإنه يأتيه أقبح خلق الله رياشاً وأنتنه ريحاً فيقول له من أنت؟ فيقول له أنا عملك أبشر { { فنزل من حميم وتصلية جحيم } [الواقعة: 93-94] وأنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه فإذا أدخل قبره أتياه مفتحياً القبر فألقيا أكفانه ثم قالا له من ربك ومن نبيك وما دينك؟ فيقول لا أدري فيقولان له لا دريت ولا هديت فيضربانه بمرزبة ضربة ما خلق الله دابة إلا وتذعر لها ما خلا الثقلين ثم يفتحان له باباً إلى النار ثم يقولان له نم بشر حال فهو من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى أن دماغه يخرج مما بين ظفره ولحمه ويسلط عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وإنه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر.