التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ
١٤
لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ
١٥
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ
١٦
وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
١٧
إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ
١٨
-الحجر

تفسير القرآن

قال: { ولو فتحنا } [14] أيضاً { عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ولقد جعلنا في السماء بروجاً } [14-16] قال: منازل الشمس والقمر { وزيناها للناظرين } بالكواكب { وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين } [17-18] قال: لم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتى ولد النبي صلى الله عليه وآله وروي عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله أنها قالت لما حملت برسول الله صلى الله عليه وآله لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل ورأيت في نومي كأن آتياً أتاني فقال لي قد حملت بخير الأنام ثم وضعته يتقي (قابض ك) الأرض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السماء وخرج مني نور أضاء ما بين السماء إلى الأرض ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا من السماء ورأت قريش الشهب تتحرك وتزول وتسير في السماء ففزعوا وقالوا هذا قيام الساعة واجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة وكان شيخاً كبيراً مجرباً فسألوه عن ذلك فقال انظروا إلى هذه النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإن كانت قد زالت فهي الساعة وإن كانت هذه ثابتة فهو لأمر قد حدث وكان بمكة رجل يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم تتحرك وتسير في السماء خرج إلى نادي قريش فقال: يا معشر قريش! هل ولد منكم الليلة مولود؟ فقالوا لا فقال أخطأتم والتوراة قد ولد في هذه الليلة آخر الأنبياء وأفضلهم وهو الذي نجده في كتبنا إنه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين وحجبوا من السماء فرجع كل واحد إلى منزله يسأل أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن، فقال اليهودي اعرضوه علي، فمشوا معه إلى باب آمنة فقالوا لها أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه وكشف عن كتفه فرأى شامة سوداء عليه شعرات فسقط إلى الأرض مغشياً عليه فضحكوا منه فقال أتضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيدنكم وذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد وتفرق الناس يتحدثون بخبر اليهودي.
فلما رميت الشياطين بالنجوم وأنكروا ذلك اجتمعوا إلى إبليس فقالوا قد منعنا من السماء وقد رمينا بالشهب فقال اطلبوا فإن أمراً قد حدث في الدنيا فرجعوا وقالوا لم نر شيئاً فقال إبليس أنا له بنفسي فجال ما بين المشرق والمغرب حتى انتهى إلى الحرم فرآه محفوفاً بالملائكة وجبرائيل على باب الحرم بيده حربة فأراد إبليس أن يدخل فصاح به جبرائيل فقال إخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصد ثم قال يا جبرائيل حرف اسئلك عنه؟ قال وما هو قال ما هذا وما اجتماعكم في الدنيا فقال هذا نبي هذه الأمة قد ولد وهو آخر الأنبياء وأفضلهم قال هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته؟ قال بلى قال: قد رضيت.