التفاسير

< >
عرض

لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ
٢٣
-النحل

تفسير القرآن

{ لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين } عن ولاية علي وقال نزلت هذه الآية هكذا: "وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين" وقال علي ابن إبراهيم فقال الله عز وجل: { { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } [النحل: 25] قال يحملون آثامهم يعني: الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام وآثام كل من اقتدى بهم وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أهريقت محجمة من دم ولا قرع عصاً بعصاً ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير حله إلا ووزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العالمين بشيء.
قال علي بن ابراهيم حدثني أبي عن ابن عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة فقال فيها: "واعلموا أن لكل حق طالباً ولكل دم ثائراً والطالب (بحقنا ط) كقيام الثائر بدمائنا والحاكم في حق نفسه هو العادل الذي لا يحيف والحاكم الذي لا يجور وهو الله الواحد القهار، واعلموا أن على كل شارع بدعة وزره ووزر كل مقتد به من بعده من غير أن ينقص من أوزاره العاملين شيء وسينتقم الله من الظلمة مأكلاً بمأكل ومشرباً بمشرب من لقم العلقم ومشارب الصبر الأدهم فيشربوا بالصب من الراح السم المذاق وليلبسوا دثار الخوف دهراً طويلاً ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاويق الصبر الأدهم فوق ما أتوا وعملوا، أما أنه لم يبق إلا الزمهرير من شتائهم وما لهم من الصيف إلا رقدة ويحهم ما تزودوا وجمعوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا (ويا رزء الزورك) وزاد الآثام مع الذين ظلموا اسمعوا واعقلوا وتوبوا وابكوا على أنفسكم فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فأقسم ثم أقسم ليتحملنها بنو أمية من بعدي وليعرفنها في دار غيرهم عما قليل فلا يبعد الله إلا من ظلم وعلى البادي (يعني الأول) ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم وأوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون".