التفاسير

< >
عرض

وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٧٢
-الإسراء

تفسير القرآن

أما قوله: { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً } فإنه حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام قال جاء رجل إلى أبي على بن الحسين عليهما السلام فقال إن ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفي من نزلت فقال أبي عليه السلام سله فيمن نزلت { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً } وفيمن نزلت: { { لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم } [هود: 34] وفيمن نزلت { { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا } [آل عمران: 200] فأتاه الرجل فسأله، فقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فاسأله عن العرش مم خلقه الله ومتى خلق؟ وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال أبي فهل أجابك بالآيات؟ فقال لا. قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدع ولا منتحل أما قوله: ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ففيه نزل وفي أبيه، وأما قوله: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ففي أبيه نزلت وأما الأخرى ففي أبيه (ابنه ك) نزلت وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط، وأما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله، فإن الله خلقه أرباعاً، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة، ومن ذلك النور نور أخضر ومنه اخضرت الخضرة ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق لأول (كاول ك) العرش إلى أسفل السافلين وليس من ذلك طبق إلا ويسبح بمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة لو أذن للسان واحد فاسمع شيئاً مما في تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون وكشف البحار ولهلك ما دونه، له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولو أحس حس (ولو أحسر - ك) شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين، بينه وبين الإِحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم وليس وراء هذا مقال لقد طمع الحاير في غير مطمع أما إن في صلبه وديعة قد ذرأت لنار جهنم فيخرجون أقواماً من دين الله وستصبغ الأرض بدماء فراخ من أفراخ محمد تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك وترابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.