التفاسير

< >
عرض

كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ
٥٤
-طه

تفسير القرآن

وحدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من بني عدي بن حاتم عن أبيه عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه وآله في حروبه أن علياً عليه السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعاً صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله: إن شاء الله تعالى، يخفض به صوته وكنت منه قريباً فقلت: يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال: إن الحرب خديعة وأنا عند أصحابي صدوق، فأردت أن أطمع أصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فإنك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء الله وأما قوله: { إن في ذلك لآيات لأولي النهى } فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ: إن في ذلك لآيات لأولي النهي قال: نحن والله أولو النهي فقلت: جعلت فداك وما معنى أولي النهي؟ قال ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث من بعدهما وبني أمية فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ذلك كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله علياً وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب: إن في ذلك لآيات لأولي النهي الذي انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونسره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عوداً كما ضربهم رسول الله صلى الله عليه وآله بدء‌اً.