التفاسير

< >
عرض

وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ
٨٧
-الأنبياء

تفسير القرآن

قال علي بن إبراهيم في قوله: { وذا النون إذ ذهب مغاضباً } قال: هو يونس ومعنى ذا النون ذا الحوت وقوله: { فظن أن لن نقدر عليه } قال: أنزله على أشد الأمرين وظن به أشد الظن، وقال: إن جبرائيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس، قلت: ما كان حال يونس لما ظن أن الله لن يقدر عليه؟ قال: كان من أمر شديد، قلت: وما كان سببه حتى ظن أن الله لن يقدر عليه؟ قال: وكله الله إلى نفسه طرفة عين، قال: وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سيار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها من ذلك ما يدخل النساء فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبداً اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً اللهم لا تشمت بي عدواً ولا حاسداً أبداً اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه أبداً قال: فانصرفت أم سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر تسأله أن لا يشمت بك عدواً أبداً ولا حاسداً وإن لا يردك في سوء استنقذك منه أبداً وأن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبداً وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبداً، فقال: يا أم سلمة وما يؤمنني وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان" .
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { وذا النون إذ ذهب مغاضباً } يقول: من أعمال قومه { فظن أن لن نقدر عليه } يقول: ظن أن لن يعاقب بما صنع.