التفاسير

< >
عرض

فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
١٣
-القصص

تفسير القرآن

قالوا لها ربيه لنا فأنا نفعل بك ما نفعل وذلك قول الله تعالى: { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون } وكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كلما يلدون ويربي موسى ويكرمه ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوماً عند فرعون فعطس موسى فقال الحمد لله رب العالمين، فأنكر فرعون عليه ولطمه وقال ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها أي قلعها فألمه ألماً شديداً بلطمته إياه فهم فرعون بقتله فقالت امرأته هذا غلام حدث لا يدري ما يقول، فقال فرعون بل يدري، فقالت امرأته ضع بين يديه تمراً وجمراً فإن ميز بينهما فهو الذي تقول فوضع بين يديه تمر وجمر وقال له كل فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى فقالت آسية لفرعون ألم أقل لك إنه لا يعقل فعفا عنه.
فقلت لأبي جعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غائباً عن أمه حتى رده الله عليها؟ قال: ثلاثة أيام فقلت كان هارون أخا موسى لأبيه وأمه؟ قال: نعم أما تسمع الله تعالى يقول:
{ { يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } [طه: 94] فقلت فأيهما كان أكبر سناً؟ قال: هارون قلت: فكان الوحي ينزل عليهما جميعاً؟ قال: الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون فقلت له: أخبرني عن الأحكام والقضاء والأمر والنهي أكان ذلك إليهما، قال كان موسى الذي يناجي ربه ويكتب (هارون ط) العلم ويقضي بين بني إسرائيل، وهارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، قلت: فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال هارون قبل موسى عليه السلام وماتا جميعاً في التيه، قلت فكان لموسى ولد، قال لا كان الولد لهارون والذرية له.