التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٣٨
وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ
٤٠
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ
٤١
-القصص

تفسير القرآن

أما قوله: { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحاً لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين } [38] قال فبنى هامان له في الهواء صرحاً حتى بلغ مكاناً في الهواء لا يتمكن الانسان أن يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء فقال لفرعون: لا نقدر أن نزيد على هذا فبعث الله رياحاً فرمت به، فاتخذ فرعون وهامان عند ذلك التابوت وعمدا إلى أربعة أنسر فأخذا أفراخها وربياها حتى إذا بلغت القوة وكبرت عمدا إلى جوانب التابوت الأربعة فغرسا في كل جانب من خشبة وجعلا على رأس كل خشبة لحماً وجوعا الأنسر وشدا أرجلها بأصل الخشبة فنظرت الأنسر إلى اللحم فأهوت إليه بأجنحتها وارتفعت بهما في الهواء وأقبلت تطير يومها فقال فرعون لهامان انظر إلى السماء هل بلغناها فنظر هامان فقال أرى السماء كما كنت أراها من الأرض في البعد، فقال انظر إلى الأرض فقال لا أرى الأرض ولكن أرى البحار والماء قال فلم تزل النسر ترتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء، فقال فرعون يا هامان انظر إلى السماء فنظر فقال أراها كما كنت أراها من الأرض فلما جنهم الليل نظر هامان إلى السماء فقال فرعون هل بلغناها؟ فقال أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض ولست أرى من الأرض إلا الظلمة قال ثم حالت الرياح القائمة في الهواء بينهما فأقبلت التابوت بهما فلم يزل يهوي بهما حتى وقع على الأرض فكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت ثم قال الله { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون } [41].