التفاسير

< >
عرض

وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧
-القصص

تفسير القرآن

وأما قوله: { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } فإنه حدثني أبي عن الحسين (الحسن ط) بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن موسى لما حملت به أمه لم يظهر حملها إلا عند وضعه وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساءاً من القبط يحفظنهن، وذلك أنه كان لما بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون أنه يولد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت أم موسى بموسى عليه السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت وقالت يذبح الساعة، فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه فقالت لأم موسى: ما لك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه أحد إلا أحبه، وهو قول الله: { { وألقيت عليك محبة مني } [طه: 39] فأحبته القبطية الموكلة به وأنزل الله على موسى التابوت ونوديت أمه "ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم" وهو البحر { ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } فوضعته في التابوت وأطبقت عليه وألقته في النيل.
وكان لفرعون قصر على شط النيل منتزهاً، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته فنظر إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتى جاء‌ت به إلى باب قصر فرعون، فأمر فرعون بأخذه فأخذ التابوت ورفع إليه فلما فتحه وجد فيه صبياً، فقال: هذا إسرائيلي وألقى الله في قلب فرعون لموسى محبة شديدة، وكذلك في قلب آسية وأراد فرعون أن يقتله.