التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٧
-آل عمران

تفسير القرآن

قوله: { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } فأما المحكم من القرآن فهو ما تأويله في تنزيله مثل قوله تعالى: { { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين } [المائدة: 6] ومثل قوله { { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم } [النساء: 23] إلى آخر الآية ومثله كثير محكم مما تأويله في تنزيله.
وأما المتشابه فما كان في القرآن مما لفظه واحد ومعاينه مختلفة مما ذكرنا من الكفر الذي هو على خمسة أوجه والإِيمان على أربعة وجوه ومثل الفتنة والضلال الذي هو على وجوه وتفسير كل آية نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
وأما قوله { فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي: شك وقوله: { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخين في العلم قد علم جميع ما أنزل الله عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، قال: قلت جعلت فداك إن أبا الخطاب كان يقول فيكم قولاً عظيماً، قال وما كان يقول؟ قلت إنه يقول إنكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن قال علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.