التفاسير

< >
عرض

رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ
٣٣
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ
٣٤
قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ
٣٥
فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ
٣٦

تفسير القرآن

دعا بالخيل فأقبل يضرب أعناقها وسوقها بالسيف حتى قتلها كلها وهو قوله عز وجل: { ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب - إلى قوله - إنك أنت الوهاب } [33-35] وهو أن سليمان لما تزوج باليمانية ولد منها ابن وكان يحبه فنزل ملك الموت على سليمان وكان كثيراً ما ينزل عليه فنظر إلى ابنه نظراً حديداً، ففزع سليمان من ذلك فقال لأمه: إن ملك الموت نظر إلى ابني نظرة أظنه قد أمر بقبض روحه، فقال للجن والشياطين هل لكم حيلة في أن تفروه من الموت، فقال واحد منهم: أنا أضعه تحت عين الشمس في المشرق، فقال سليمان إن ملك الموت يخرج ما بين المشرق والمغرب، فقال واحد منهم أنا أضعه في الأرض السابعة، فقال إن ملك الموت يبلغ ذلك، فقال آخر: أنا أضعه في الأرض السابعة، فقال إن ملك الموت يبلغ ذلك، فقال آخر: أنا أضعه في السحاب والهواء فرفعه ووضعه في السحاب، فجاء ملك الموت فقبض روحه في السحاب فوقع جسده ميتاً على كرسي سليمان فعلم أنه قد أخطأ فحكى الله ذلك في قوله: { وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب قال ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء‌اً حيث أصاب } [34-36] والرخاء اللينة.