التفاسير

< >
عرض

لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
١٣
-الزخرف

تفسير القرآن

قوله: { لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } قال: فإنه حدثني أبي عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن سعيد بن ظريف (سعد بن طريف ط) عن الأصبغ بن نباتة قال: أمسكت لأمير المؤمنين عليه السلام بالركاب وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت؟ قال: نعم يا أصبغ أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله كما أمسكت لي فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتني وسأخبرك كما أخبرني أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله بغلته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت لماذا؟ فقال: "يا علي إنه ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ثم يقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري اشهدوا إني قد غفرت له ذنوبه" .
وقال أيضاً في قوله: { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } قال: حدثني أبي عن علي بن أسباط قال: حملت متاعاً إلى مكة فكسد علي فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت جعلت فداك إني قد حملت متاعاً إلى مكة فكسد علي وقد أردت مصر فأركب بحراً أو براً؟ فقال: بمصر الحتوف وتفيض إليها أقصر الناس أعماراً قال النبي صلى الله عليه وآله: "لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تشربوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب بالغيرة ثم قال لا، عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فتصلي فيه ركعتين وتستخير الله مائة مرة ومرة فإذا عزمت على شيء وركبت البحر أو إذا استويت على راحلتك فقل: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، فإنه ما ركب أحد ظهراً فقال: هذا وسقط إلا لم يصبه كسر ولا وثى ولا وهن وإن ركبت بحراً فقل حين تركب: بسم الله مجريها ومرسيها، فإذا ضربت بك الأمواج فاتّك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك وقل: أسكن بسكينة الله وقر بقرار الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" ، قال علي بن أسباط: قد ركبت البحر فكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني أبو الحسن عليه السلام فيتنفس الموج ولا يصيبنا منه شئ، فقلت: جعلت فداك وما السكينة؟ قال: ريح من الجنة لها وجه كوجه الإِنسان طيبة وكانت مع الأنبياء وتكون مع المؤمنين.