التفاسير

< >
عرض

وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ
٤٥
-الزخرف

تفسير القرآن

قوله: { وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } قال: فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال حججت مع أبي جعفر في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال لهشام: يا أمير المؤمنين من هذا الذي تتكافأ عليه الناس؟ فقال هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال نافع: لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي، فقال هشام: فاذهب إليه فسله فلعلك أن تخجله، فجاء نافع واتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر عليه السلام فقال يا محمد بن علي إني قد قرأت التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئت أسألك مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي، فرفع إليه أبو جعفر عليه السلام رأسه فقال سل فقال أخبرني كم بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله من سنة فقال: أخبرك بقولي أو بقولك قال أخبرني بالقولين جميعاً فقال أما بقولي فخمسمائة سنة وأما بقولك فستمائة سنة قال: فأخبرني عن قول الله: { وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } من ذا الذي سأل محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة! قال فتلا أبو جعفر عليه السلام هذه الآية: { { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا } [الإسراء: 1] فكان من الآيات التي أراها الله محمداً صلى الله عليه وآله حين أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرائيل فأذن شفعاً وأقام شفعاً ثم قال في إقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه وآله وصلى بالقوم فأنزل الله عليه: { وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } الآية فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله على ما تشهدون وما كنتم تعبدون قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله صلى الله عليه وآله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا، قال نافع: صدقت يا بن رسول الله يا أبا جعفر أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاؤه في التوراة وأسماؤكم في الإِنجيل وفي الزبور وفي القرآن وأنتم أحق بالأمر من غيركم.