التفاسير

< >
عرض

أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
٢٤

تفسير القرآن

قوله: { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، وذلك قول الصادق عليه السلام: علي قسيم الجنة والنار.
حدثنا أبو القاسم الحسين (الحسني ط) قال: حدثنا فرات بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حسان قال: حدثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام في قوله { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد } قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى لي ولك قوماً فألقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.
قال علي بن ابراهيم: حدثني أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز (الجزار ط) عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا سألتم الله فاسألوه الوسيلة فسألنا النبي صلى الله عليه وآله عن الوسيلة، فقال: هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة لؤلؤ إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين وهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا قال طوبى لمن كانت هذه درجته، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين "هذه درجة محمد صلى الله عليه وآله" فقال لرسول الله: فأقبل يومئذ متزراً بريطة من نور على رأسي تاج الملك، مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله المفلحون هم الفائزون بالله، وإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان مقربان وإذا مررنا بالملائكة قالوا هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما أو قال: هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني، حتى إذا صرت في أعلى الدرجة منها وعلي اسفل مني وبيده لوائي فلا يبقى يومئذ نبي ولا مؤمن إلا رفعوا رؤسهم إلي يقولون: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فينادي المنادي يسمع النبيين وجميع الخلائق: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي بن أبي طالب طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام وأبيض وجهه وفرح قلبه ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حرباً أو جحد لك حقاً إلا اسود وجهه واضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذا بملكين قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار فيدنوا إلي رضوان ويسلم علي ويقول: السلام عليك يا رسول الله! فأرد عليه السلام فأقول: أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنة أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فخذها يا محمد! فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي، إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إلى علي ويرجع رضوان.
ثم بدنو مالك خازن النار فيسلم علي ويقول: السلام عليك يا حبيب الله! فأقول له: عليك السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول: أنا مالك خازن النار أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي وفضلني به إدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إليه، ثم يرجع مالك فيقبل علي عليه السلام ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها وكثر شررها، فتنادي جهنم يا علي! جزني قد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي قرى يا جهنم ذري هذا وليي وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وإن شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق، وذلك ان علياً عليه السلام يومئذ قسيم الجنة والنار.