التفاسير

< >
عرض

مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
٢٢
لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
٢٣
-الحديد

تفسير القرآن

حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا سهل بن زياد عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: لكيلا تأسوا على ما فاتكم (قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل رجل أبي عن ذلك فقال نزلت في...الخ كما سيجي ك) وحدثنا محمد بن جعفر الرزاز عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } [22] صدق الله وبلغت رسله، كتابه في السماء علمه بها وكتابه في الأرض علومنا في ليلة القدر وفي غيرها.
وقال أبو جعفر الثاني عليه السلام في قوله: { لكيلا تأسوا على ما فاتكم } [23] قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل الرجل أبي عليه السلام عن ذلك قال: نزلت في زريق وأصحابه واحدة مقدمة وواحده مؤخرة { لا تأسوا على ما فاتكم } مما خص به علي بن أبي طالب عليه السلام ولا تفرحوا بما أتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه، ثم قال الرجل فذهب فلم أره.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب } الآية، فإنه قال الصادق عليه السلام: لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد لعنه الله وأدخل عليه علي بن الحسين وبنات أمير المؤمنين عليه السلام وكان علي بن الحسين عليه السلام مقيداً مغلولاً، فقال يزيد: يا علي بن الحسين! الحمد لله الذي قتل أباك، فقال علي بن الحسين: لعن الله من قتل أبي، قال: فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه عليه السلام، فقال علي بن الحسين فإذا قتلتني فبنات رسول الله صلى الله عليه وآله من يردهم إلى منازلهم وليس لهم محرم غيري، فقال أنت تردهم إلى منازلهم ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده ثم قال: يا علي بن الحسين أتدري ما الذي أريد بذلك؟ قال: بلى تريد أن لا يكون لأحد علي منة غيرك، فقال يزيد هذا والله ما أردت أفعله ثم قال: يزيد يا علي بن الحسين { ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } فقال علي بن الحسين عليه السلام كلا، ما هذه فينا نزلت، إنما نزلت فينا { ما أصاب من مصيبة في الأرض - إلى قوله - لا تفرحوا بما أتاكم } فنحن الذين لا نأسا على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا منها.