التفاسير

< >
عرض

وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
٢٣
-الفجر

تفسير القرآن

{ وجئَ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإِنسان وأنى له الذكرى } قال: حدثني أبي عن عمرو بن عثمان عن (جابر عن ط) أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال بذلك أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا أبرز الخلائق وجمع الأولين والآخرين أُتي بجهنم تقاد بألف زمام مع كل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد، لها هدة وغضب وزفير وشهيق وأنها لتزفر الزفرة فلولا أن الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع. ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عبداً من عباد الله ملكاً ولا نبياً إلا ينادي نفسي نفسى وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي.
ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف، عليها ثلاث قناطر فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة، وأما الثالثة فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره فيكلفون بالممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فإن نجو منهما حبستهم الصلوة فإن نجو منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله:
{ إن ربك لبالمرصاد } [الفجر: 14]، والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم ومستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم وسلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها فإذا نجا ناجٍ برحمة الله مر بها فقال الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكو الحسنات والحمد لله الذي نجاني منك بعد اليأس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور.