التفاسير

< >
عرض

يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ
٦٤
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ
٦٥
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
٦٦
-التوبة

تفسير القرآن

قوله: { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا إن الله مخرج ما تحذرون } قال: كان قوم من المنافقين لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى تبوك كانوا يتحدثون فيما بينهم ويقولون أيرى محمد أن حرب الروم مثل حرب غيرهم لا يرجع منهم أحد أبداً، فقال بعضهم ما أخلفه أن يخبر الله محمداً بما كنا فيه وبما في قلوبنا وينزل عليه بهذا قرآناً يقرأه الناس وقالوا هذا على حد الاستهزاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمار بن ياسر الحق القوم فإنهم قد احترقوا فلحقهم عمار فقال ما قلتم قالوا ما قلنا شيئاً إنما كنا نقول شيئاً على حد اللعب والمزاح فأنزل الله { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين }.
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } قال هؤلاء قوم كانوا مؤمنين صادقين ارتابوا وشكوا ونافقوا بعد إيمانهم وكانوا أربعة نفر وقوله: { إن نعف عن طائفة منكم } كان أحد الأربعة محتبر (نحشى ط) بن الحمير واعترف وناب وقال يا رسول الله أهلكني اسمي فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله عبد الله بن عبد الرحمن فقال يا رب اجعلني شهيداً حيث لا يعلم أحد أين أنا فقتل يوم اليمامة ولم يعلم أحد أين قتل فهو الذي عفى الله عنه.