التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٢٥
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى بأنه الذي يدعو عباده إلى دار السلام. والدعاء طلب الفعل بما يقع لأجله، والداعي إلى الفعل خلاف الصارف عنه. وقد يدعو اليه باستحقاق المدح عليه. والفرق بين الدعاء والأمر أن في الأمر ترغيباً في الفعل، وزجراً عن تركه، وله صيغة تنبئ عنه، وليس كذلك الدعاء، وكلاهما طلب. وايضاً الأمر يقتضي أن يكون المأمور دون الآمر في الرتبة. والدعاء يقتضي أن يكون فوقه. وفي معنى دار السلام قولان: احدهما - قال الحسن: السلام هو الله. وداره الجنة. وبه قال قتادة. الثاني - قال الجبائي والزجاج: معناه دار السلامة. وقوله { ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } قيل في الهداية ها هنا ثلاثة اقوال: احدها - يفعل الألطاف التي تدعوهم إلى طريق الحق لمن كان المعلوم أن له لطفاً. الثاني - الأخد بهم في الآخرة إلى طريق الجنة. الثالث - قال ابو علي: يريد به نصب الأدلة لجميع المكلفين دون الأطفال والمجانين. والاستقامة المرور في جهة تؤدي إلى البغية، فالادلة طرق إلى العلم على الاستقامة لأنها تؤدي اليه.