التفاسير

< >
عرض

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
٤٧
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل جماعة على دين واحد وطريقة واحدة كأمة محمّد وأمة موسى وعيسى عليهم السلام رسولا بعثه الله اليهم وحمله الرسالة التي يؤديها اليهم ليقوم بأدائها. وقوله { فإذا جاء رسولهم } يعني يوم القيامة - في قول مجاهد - وقال الحسن: في الدنيا، بما أذن الله تعالى من الدعاء عليهم. وقوله { قضي بينهم } معناه فصل بينهم الأمر على الحتم. والله تعالى يقضي بين الخصوم أي يفصل بينهم فصلا لا يرد { بالقسط } يعني بالعدل. والمقسط العادل. والقاسط الجائر، ومنه قوله { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً } والأصل واحد، والمقسط العادل إلى الحق والقاسط العادل عن الحق. وقوله { وهم لا يظلمون } إنما نفى عنهم الظلم بعد أن وصف أنه يقضي بينهم بالعدل ليكون العدل في جميع الأحوال من الابتداء إلى الانتهاء، لأنه كان يمكن ان يكون العدل في أوله والظلم في آخره، فنفي بذلك نفياً عاماً ليخلص العدل في كل أحوالهم.